حزب الله يواجه تحديات كبرى بعد مقتل حسن نصر الله
يواجه حزب الله اللبناني تحديًا كبيرًا بعد مقتل حسن نصر الله، حيث يسعى لسد الثغرات التي سمحت لإسرائيل بتدمير مواقع أسلحته وتفخيخ أجهزة الاتصالات واغتيال أمينه العام الذي ظل مكانه سريًا لسنوات. وقع مقتله في مقر القيادة بعد أسبوع من تفجير إسرائيل لمئات من أجهزة البيجر والوكي-توكي المفخخة.
مقتل نصر الله يمثل ذروة سلسلة من الضربات التي أدت إلى اغتيال نصف أعضاء مجلس قيادة الحزب ودمرت قيادته العسكرية العليا. وفقًا لمصادر متعددة تحدثت إليها رويترز من لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا، تم تقديم تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بالحزب، بما في ذلك خطوط إمداده وهيكله القيادي، مع طلب الحفاظ على سرية هوياتهم بسبب حساسية المعلومات.
إيران تخطط لتعزيز إمداداتها لحزب الله وسط تصعيد التوترات مع إسرائيل
تخطط إيران لإرسال مزيد من الصواريخ إلى حزب الله، بما في ذلك صواريخ زلزال ونسخة مطورة، تحضيرًا لحرب طويلة الأمد. رغم استعدادها لدعم الحزب، فهي لا ترغب في التورط المباشر مع إسرائيل. جاء التصعيد بعد عام من المناوشات، وتسبب في مقتل نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في الضربات الإسرائيلية.
إمدادات الأسلحة كانت تصل سابقًا عبر الجو والبحر، لكن التحذيرات الإسرائيلية منعت طائرة إيرانية من دخول المجال الجوي اللبناني. حاليًا، يُعتبر نقل الصواريخ عبر العراق وسوريا الخيار الأفضل، رغم أن العمليات الإسرائيلية ضد قوافل الشحن تعرقل هذا الطريق. الجنرال السابق جوزيف فوتيل أشار إلى قدرة
حزب الله: قدرة على التعافي رغم الضغوط الإسرائيلية
حزب الله يظهر قدرة على استبدال قياداته بسرعة، مع هاشم صفي الدين كمرشح محتمل لخلافة نصر الله. ومع تقديرات بوجود حوالي 40 ألف مقاتل، يحتفظ الحزب بمخزونات كبيرة من الأسلحة وشبكة أنفاق قرب الحدود الإسرائيلية. تأسس الحزب في إيران عام 1982، ويعتبر القوة الرئيسية في محور المقاومة ضد إسرائيل.
ورغم ذلك، الضغوط الإسرائيلية الأخيرة أضعفت الحزب ماديًا ومعنويًا. كان لديه قبل التصعيد الحالي ترسانة تضم 150 ألف صاروخ وطائرة مسيرة، وهو ما يعادل عشرة أضعاف ترسانته في حرب 2006. ومع تدفق الأسلحة والمساعدات المالية من إيران، تشير تقديرات إلى فقدان الحزب 20-25% من قدراته الصاروخية نتيجة الضربات الإسرائيلية.
خلال الأيام الماضية، استهدفت إسرائيل أكثر من ألف موقع تابع لحزب الله. ورغم أن الحزب أطلق 200 صاروخ يوميًا، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون ذلك مؤشرًا على تراجع قدراته
الإصابات في صفوف حزب الله والعملية العسكرية الإسرائيلية ضد نصر الله
تعرض نحو 1500 من مقاتلي حزب الله لإصابات وتشوهات نتيجة انفجارات أجهزة البيجر والوكِي-توكي في 17 و18 أيلول/سبتمبر. في إفادة صحافية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، أن الجيش حصل على معلومات “في الوقت الفعلي” حول اجتماع نصر الله مع قادة آخرين لتخطيط هجمات على إسرائيل، لكنه لم يوضح كيفية الحصول على هذه المعلومات.
بدوره، أشار البريغادير جنرال عميحاي ليفين، قائد قاعدة حتسريم الجوية، إلى أن العملية كانت معقدة وتم التخطيط لها منذ فترة طويلة، حيث أصابت عشرات الذخائر الهدف خلال ثوانٍ.
إسرائيل تستهدف نصر الله وتحقق ضربات موجعة في صفوف حزب الله
استهدفت إسرائيل نصر الله من خلال قصف مقر تحت الأرض يقع أسفل مبنى سكني في جنوب بيروت. واعتبر الخبير في شؤون حزب الله، ماجنوس رانستورب، أن هذه الضربة تمثل فشلًا استخباراتيًا كبيرًا للحزب، حيث كانوا على علم باجتماع نصر الله مع قادة آخرين.
إلى جانب نصر الله، أعلن الجيش الإسرائيلي عن القضاء على ثمانية من أكبر تسعة قادة عسكريين في حزب الله هذا العام، حيث قُتل معظمهم في الأسبوع الماضي. هؤلاء القادة كانوا مسؤولين عن وحدات مختلفة، بما في ذلك فرقة الصواريخ وقوة الرضوان، الوحدة النخبة العسكرية للحزب.